".. كان شاهداً على ثمة ظاهرة كان يبدو أنها تتجاوز و لقد كانت تتجاوز يقينيّاً المفاهيم المعروفة التي تمدّنا بها الملاحظة و التجربة، كأمطار الضفادع، مثلاً، التي قيّض لمشهدها السحري أن لايكون مفهوماً من جانب العلماء. وأن روحه، في هذا اليوم الآخر، كي نتكلّم في المقام الثاني و الأخير عن الأشياء الذاتية، عرضت على نظرة علم النفس المستقصية، لن اذهب الى حد القول اضطراباً في العقل
(الذي، مع ذلك، لن تنقص طرافته لهذا السبب، انما، بالعكس، ستزداد) بل، على الأقل، كي لانتشدد أمام بعض الأشخاص الباردين، الذين لن يغفروا لي قط الهذيانات الفاضحة لمبالغتي، حالةً غير معهودة، خطرة جدّاً في الغالب الأعم، تشير الى أن الحد الذي يمنحه الفكرُ السليم للخيال، قد تمّ للأسف، رُغم المعاهدة الزائلة المُبرمة بين بين هاتين القدرتين، تجاوزه حيناً بفعل ضغط الإرادة القوي، لكن، في معظم الأحيان، أيضاً، بفعل غياب تعاون الإرادة الفعلي: فلنعطِ، دعماً لهذا الرأي، بعض الأمثلة، التي ليس من الصعب تقدير ملاءمتها: هذا، اللهم، اذا اتخذنا، بمثابة رفيق، اعتدالاً متنبهاً. إني أقدّم مثلين: احتداد الغضب و امراض الغرور. اني أنذر ذاك الذي يقرأني بأن يحاذر تكوين فكرة غامضة، و من باب أولى خاطئة، حول جمالات الأدب التي أنزع بتلاتها، أثناء تطوّر جُملي البالغ السرعة. .."
--------------------------------------------
(أناشيد مالدورو) لوتريامون 1867م ترجمة سمير الحاج شاهين- خاص المسيرة الالكتروني
--------------------------------------------
(أناشيد مالدورو) لوتريامون 1867م ترجمة سمير الحاج شاهين- خاص المسيرة الالكتروني
لوتريامون ( ايزيدور دوكاس) : الكونت دي لوتريامون وهو اللقب الذي كتب تحت اسمه والذي استوحاه مع بعض التحريف من راوية تاريخية لاوجين سو، أبصر النور العام 1846م في مونتفيديو عاصمة الأورغواي، حبث كانا والداه الفرنسيان قد هاجرا العام 1840 م ، والتحق والده لاحقا بالقنصلية الفرنسيه بالاورغواي كموظف في بادئ الأمر ومن ثم تتدرج حتى اصبح مستشارا من الدرجة الأولى. تيتّم لوتريامون بعد عشرين شهراً من ولادته وواكب في طفولته الكوارث بدءاً من الطاعون الذي تفشى في امريكا الجتوبية العام 1856 وانتهاءً بالحروب والثورات تلك الحقبة بين الأرجنين والأورغواي مما جعله يعود الى موطنه الأم فرنسا العام 1859، وكتب حينها ( ان النهاية القرن التاسع عشر ستشاهد شاعرها وقد ولد على الشواطئ الأمريكية ). تم استضافته من قبل أعمامه في (بازيت) فرنسا والتحق بثانوية (طارب)، الى هنا يقف التاريخ عن سرد اي معلومات عن لوتريامون حتى يفشي فقط تاريخ وفاته الغامضه؛ نهار الخميس الرابع والعشرين من تشرين الثاني العام 1870م في الثامنه صباحا وعمره لم يتجاوز الخامسة والعشرين ( ماذا كان فعل لوأنه تمكن من العيش مزيدا، لقد أفسد عقلي كثيراً) متنبأ بوفاته كذلك كتب لوتريامون، مات وترك ورائه كتابا طبعه على نفقته الخاصة ولم تقبل به اي دار نشر كما كتب بعض الرسائل، وصلتنا كتابات لوتريامون بعد ذلك بسنين عن طريق صديق مخلص له حافظ عليها في أحد بنوك الودائع في سويسرا، واحتفي بكتابه بعد وفاته بعشرات السنين، يعتبر لوتريامون أول من كتب قصيدة النثر على وجه المطلق. تعليق د. شريف بقنه