من "مطلع سيرة ذاتية لسارق النار"“اللغةُ الصلعاء كانت تضعُ البيان والبديع فوق رأسها باروكةًكان شعراءُ الكديةِ الخصيان في عواصمِ الشرقِ على البطون في الأقفاص يزحفون ينمو القمل - الطحلبُ في أشعارهم ،وشعراءُ الحلمِ المأجور في الأبراج كانوا بالمساحيق وبالدهان يخفون شحوبَ ربةِ الشعرِ التي تشيخُ فوق قمةِ الأولمبكانوا يسرقونَ غارها الذابل في المتاحف - المزابل - النصوصكانوا يجمعون ورق الخريف في مقابرِ المدارس الشعرية الدارسة ..كان سارق النار مع الفصول يأتي حملا وصية الأزمان - الأنهار ..يأتي راثياً :يهجسُ في سباقِ خيلَ البشرِ الفانين في توهج الأرضِ التي حلَّ بها ..بالرجلِ الشمس وبالمرأةِ القيثارة .. حُرين من الأغلال.."-- -- --من "الموت والقنديل"“ها أنذا عارٍ عُري سماءٍ عذراءحزينٌ حزن حصان غجري مسكون بالنار .."-- -- --من "قصيدة لم تكتمل"“أرى جبينَ المرأةِ الأولى التي مارست الحب مع البرقعلى طاولةِ التشريح بالحنوط والكتانفي العصر الجليدي تنام بعد أن ماتت خلايا الجسد الحيةوالكاهن يتلو رقية سحريةتستيقظ المرأة من سباتها العميقترنو لدمِ الشمس على الطاولةِ المسحورةالكاهن يتلو رقيةً ..يشقُّ في مبضعهِ الأضلاعيستخرج من مناجم القلب : عروق الذهب ..المرأةُ تبكي ..يسجدُ الكاهن عند قدميها ميتاً ..ووردةٌ من يده تسقط فوق كفنِ الجليدْ "-- -- --من "القربان"“يُسلخُ جلدُ الشاةِ بعد ذبحهالكن جلدَ ذلك المنتظر - الانسان ، قبل ذبحه يسلخ في المنازل الأرضيه - المحاضرالسرية - الملاجئ -المحاكم - المصارف - المسالخ - الشوارع العارية - السجون ،يُشوى في جحيم الكلماتِ - اللغة - القوالب الجاهزة - القاموس ..يستعير من أوراقه الأجنحة - السماءَكان الشعراء يطبخون الموتَ والطيور فوق رؤوسهموكنت في الجبال أصطاد لك الفراشة -الوعل - الغزال -القمر .المنجمون احتشدوا في مدن الطفولةالبحرُ على السواحل - الممالك - الأبواب : هل غيَّر وهو صامت لغتهُ وصوتهُ ؟والطائر المنحوت في وجهك : هل مزَّق في الحلم قناعَ العاشق ؟الحلاج كان بقميص الدم مشبوحاً على القامــــــــــــــــوسفي عيونه مدينةٌ أصابها الطاعون.. ."-- -- --* مُقتطفات من قصائد
الصفحات
▼