كان يوجد فيهم تراب،كانوا يحفرون.كانوا يحفرون، يحفرون، هكذاالذي ـ كانوا يعتقدون ـ كان يريد كلّ هذا،الذي ـ كانوا يعتقدون ـ كان يريد كلّ هذا.كانوا يحفرون، ولم يعودوا يسمعون،لم يصبحوا حكماء، لم يخترعوا الأُغنية،لم يتخيلوا أيّ نوع لغة،كانوا يحفرون.أتى هدوء، أتت أيضاً عاصفة،أتت كلّ البحار.أحفُر، تَحفُر، تحفر أيضاً الدودةوالذي يغني هناك يقول: يحفرون.يا واحد، يا عديم، يا أحد، يا أنت:الى أين هذا، إلاّ الى اللا مكان؟آه أنت تحفُر وأنا أحفُر، أحفر بنفسي إليك -في إصبعنا يستيقظ الخاتم.**** ****كلمة الذهاب ـ الى ـ العمق،تلك التي قرأناها.السنون، الكلمات منذ ذلك الحين،أتعرِف، ليس عليك ان تطير،أتعرِف، ما هو مدوَّن في عينكَ،يُعمِّق لنا العمق.**** ****بالنبيذ وبالخسارة، بـثُفلِ هذا وذاك:كنتُ اتخيِّل عبر الثلج، أتسمع،كنت أركبُ الله في البعيد ـ القريب، كان يضحك.كانت آخر نزهة فوقسياج البشر.كانوا ينحنون، عندمايسمعوننا من فوقهم، كانوايدوِّنون،يخونون صهيلنافي إحدىلغاتهم التصويرية.**** ****مع كلّ الأفكار خرجتُمن العالم: كنتِ هنا،أنتِ، صامتتي، مفتوحتي، واستقبلتنا.منقال ان كلّ شيء موت لناعندما تنطفئ أعيننا؟يصحو كلّ شيء ويبدأ.كبيرة، أتت شمس الى الشط، واضحتان،روح وروح واجهتاهاآمرتين، أسكتتامدارهادون جهد،انفرج ثديكِ، هادئاً،ارتفع نَفَسٌ في الأثير،ما توافقت ألوانه، ألم يكن،ألم يكن شكلاً، ومخرجاً لنا،ألم يكن بالتحديد اسماً؟**** ****روائح الخريف، خرساء. الـوردة ـ النجمة، غير المكسورة، مرّتبي مكان ولادة وهاوية عبرذاكرتُكِ.خسارة غريبةتجسّدت، كنتِعلى وشكالحياة.**** ****لن يعيد جبْلُنا أحد من تراب وغرين،لن يبارك أحد غُبارنا.لا أحد.مبارك أنتَ، لا أحد.من اجل حبكَ نريد ان نُزهر.ضدّكَ.عدمكنّا، نحن، سنبقى، مُزهرين:وردة لا شيء،وردة لا أحد.بـأسلوب الروح الفاتحة،مع قماش صحراء ـ السموات،مع التاج الأحمرللكلمة الأرجوانية التي كنّا نغنّيهاما فوق، ما فوقالشوكة.**** ****لم تعُدهذهالجاذبية أحياناًالغارقة في الساعة معكِ. إنهاواحدة أخرى.إنه الثقل الذي يردعُ العدمالذي معكِقد يزول.لا يملك، مثلُكِ، اسماً. ربماأنتما شيئاً واحداً. ربماتعطينني ايضاً يوماً هذاالاسم.**** ****الحجارةالنيّرة تعبر الرياح، الـالبيضاء ـ الفاتحة، الحاملةللضوء.إنها لا تريدإن تلمس الكعب، الهاوية،هدفها. إنهاتصعدُ،كالنسرينالمتواضعة، إنها تنفرج،إنها تحلّق،نحوكِ يا صامتتي،يا حقيقيّتي ـ:أراكِ، تقطفينها بـيديّ الجديدتين، بـيديّ ـ للجميع، تضعينهافي ما هو مرّة ـ أخرى ـ وضوح، مالا يحتاج أن يبكيه او يُسمّيه أحد.**** ****ماذا حصل؟ خرجت الحجرة من الجبلمن صحا؟ أنتِ أو أنا.لغة، لغة. نجمة ـ شقيقة. ارض ـ جارة.أفقر. مفتوحة. مولّدة.الى أين يذهب؟ الى ما يرنُّ ـ أيضاً.مع الحجرة، معنا نحن الإثنان.قلب وقلب. وُجِد جداً ثقيل.تحوَّل الى أثقل. كُن أخفّ.**** ****قدّم نفسه إليكِ في يدِكِ:»الأنتِ«، دون موت،قربه كلّ »الأنا« عاد الى نفسه. حولهدارت الأصوات دون الكلمات، أشكال فارغة، كل شيءكان يمرّ بها، ممزوجاً،مُنَسَّقاً،وممزوجاًمن جديد.وكانت الأرقاممُحاكة فياللامعدود. واحد، ألف، والذيفي الأماموالوراءكان أكــبر من الذات، أصغر، وصلالى أوانه، ثم بتحوُّلرجعي ومُراقبتحوّل الى »أبداً«يَنبُت.**** ****في الأنهار، عند شمال المستقبل،أرمي بالشباكالتي تُرهقُهُ، متردِّداً،بالأخيلةالتي كتبتها الأحجار.**** ****الصمود وقوفاً، في ظلّوصمة الجروح في الهواء.الصمود ـ وقوفاً ـ من ـ أجل ـ لا ـ أحد ـ ولا ـ شيءغير متعرَّف عليه،من أجلكِوحدكِ.مع كلّ ما كان هنا فضاءً،وحتى دونكلام.**** ****نجوم ـ خيوطفوق الصحراء الرمادية ـ السوداء.فكرة على علوشجرةتلتقط صوت ضوء: لا يزال يوجداناشيد للغناء ما فوقالبشر.**** ****خُديدات مرآة انقصاف، محاور ثنيات،نقاطتقاطع:ساحتُك.عند قطبيزهرة الانغلاق، مقروءة:كلمتُك الممنوعة.حقيقية عند الشمال. واضحة عند الجنوب.**** ****(أعرفُكِ، أنتِ الجد محنيّة،وأنا، المخروق، لكِ خاضع.أين تلتهب كلمة تشهد من أجلنا؟أنتِ ـ تماماً واقعية. أنا ـ جنون كامل.)**** ****إبقى قابلاً للغناء ـ الصورة الظليّةللذي من خلالالكتابة ـ المنجل خرق دون صوت،منزوياً، عند مكان الثلج.يدورتحت الحاجبين ـالمذنّبينوزن النظر، الذينحوه ينحرف زهيداًالقلب القمري المعتَّممعالشرارة المُلتقَطَة من الخارج.ـ فمٌ محروم من حق التكلُّم، بَلِّغانه يحصل أمرٌ ما، مرّة أخرى،بالقرب منكِ.**** ****شغف للنور ـ معهتسلّقتُ درجالخبز،أتيتُ تحت جرسالعميان:هي، النيّرةكالمياهتُغطّي الحريةالتي صعدت معي، معي ضائعة في التبذيرالذي تلتهمه إحدى السموات،التي جعلتُها تنحني فوقدرب الصوَر، درب الدماء،جارٍ فيها كلام يغرق.**** ****عندما وقَعَ علينا الأبيض، خلال الليل:عندما من الجرّة الموزَّعة أتىأكثر من المياه،عندما نادت الركبة المجلوفةالى جرس التضحية:إذهب، طر!حينهاكنتُلم أزل كاملاً.**** ****كُن أعمى منذ اليوم:الأزلية أيضاً تعجّ بالعيونفيهايغرق من ساعد الصوَر على العبورفوق الطريق التي أتت منهافيهاينطفئ ما، أنت أيضاً، سلَبَكَمن الكلام، بحركةترَكَتها تحدث مثلربصة كلمتين من خريفبسيط، من حريرٍ وعدم.أسودينمثل جرح الذكرى،تفتِّش العينات وتجدانكفي بلد تاجعضّته أسنان قلبلا يزال سريرنا:من هذا البير المحفور يجب ان تأتي ـتأتي.باتجاهالبذوريُشعُّكَ البحر، الى صميمك، الى الأبد.للتسمية نهايةعليك أرمي بقدري.**** ****من هنا وهناك مدفوعالنور ـ الأزلي، أصفر حامضوراءرؤوس كواكب.نظراتمبتكرة، ندباتظاهرة،محفورة في المركبة الفضائية،تتسوَّل أفواهاًأرضية.أين؟في أوزان الليل المتحركة.في الحصبة حزن ملفوف ومدفوع،في أبطأ الانتفاضات،في بئرـ الحكمة أبداً.إبَر من المياهتعيد حياكة الظلّالمنفجر ـ إنه يحارب،ينقلع الى الأسفل نحو الأعماق،حُرّ.غاب الكون، عليَّ ان أحمِلَكِ.**** ****مرّة،سمعته،كان يغسل الكون،غير مرئياً، طوال الليل،فعلاً.واحد وبلا حدود،مُدمَّر،كانوا يقولون »الأنا«.كان الضوء. إنقاذ.**** **** ****ترجمة رودولف ضاهرمن قصائد ديوانيّ »وردة اللاأحد« (La rose de personne) و »انقلاب النَفَس« (La renverse du souffle) المنشورين عامي ١٩٦٣ و،١٩٦٧ واللذيــن نشــرا ىمترجمين (بشكلٍ ممتاز) الى الفرنسية عند دار نشــر لو ســويّ (Le Seuil) في مجمــوعة بــوان بويــزي (Points - Poésie).
الصفحات
▼