هنا، عند منحدرات التلال، أمام الغروبوفوهة الوقت،قرب بساتين مقطوعة الظل،نفعل ما يفعل السجناء،وما يفعل العاطلون عن العمل:نربي الأمل.*بلاد على أهبة الفجر،صرنا أقل ذكاء،لأنا نحملق في ساعة النصر:لا ليل في ليلنا المتلألئ بالمدفعيةأعداؤنا يسهرون،وأعداؤنا يشعلون لنا النورفي حلكة الأقبية.*هنا، بعد أشعار "أيوب" لم ننتظر أحداً...*هنا، لا "أنا"هنا يتذكر "أدم" صلصاله*سيمتد هذا الحصار إلى أن نعلم أعداءنانماذج من شعرنا الجاهلي.*ألسماء رصاصية في الضحىبرتقالية في الليالي. وأما القلوبفظلت حيادية مثل ورد السياج.*في الحصار، تكون الحياة هي الوقتبين تذكر أولهاونسيان آخرها...*ألحياة.الحياة بكاملها،الحياة بنقصانها،تستضيف نجوماً مجاورةلا زمان لها...وغيوماً مهاجرةلا مكان لها.والحياة هناتتساءل:كيف نعيد إليها الحياة.*يقول على حافة الموت:لم يبق بي موطئ للخسارة،حر أنا قرب حريتيوغدي في يدي...سوف أدخل، عما قليل، حياتيوأولد حراً بلا أبوين،وأختار لاسمي حروفاً من اللازورد...*هنا، عند مرتفعات الدخان، على درج البيتلا وقت للوقت،نفعل ما يفعل الصاعدون إلى الله:ننسى الألم.*الألمهو: أن لا تعلق سيدة البيت حبل الغسيلصباحاً، وأن تكتفي بنظافة هذا العلم.*لا صدى هوميري لشيء هنا.فالأساطير تطرق أبوابنا حين نحتاجهالا صدى هوميري لشيء...هنا جنرال ينقب عن دولة نائمةتحت أنقاض طروادة القادمة.*يقيس الجنود المسافة بين الوجودوبين العدمبمنظار دبابة...*نقيس المسافة بين أجسادناوالقذيفة... بالحاسة السادسة.*أيها الواقفون على العتباب ادخلوا،واشربوا معنا القهوة العربية( قد تشعرون بأنكم بشر مثلنا)أيها الواقفون على عتاب البيوت،اخرجوا من صباحاتنا،نطمئن إلى أننابشر مثلكم!*نجد الوقت للتسلية:نلعب النرد، أو نتصفح أخبارنافي جرائد أمس الجريح،ونقرأ زاوية الخط: في عامألفين وأثنين تبتسم الكاميرالمواليد برج الحصار.*كلما جاءني الأمس، قلت له:ليس موعدنا اليوم، فلتبتعدوتعال غداً !*قال لي كاتب ساخر:لو عرفت النهاية، منذ البداية،لم يبق لي عمل في اللغة.*كل موت،وإن كان منتظراً،هو أول موتفكيف أرىقمراًنائماً تحت كل حجر؟*أفكر، من دون جدوى:بماذا يفكر من هو مثلي، هنالكعلى قمة التل، منذ ثلاثة آلاف عام،وفي هذه اللحظة العابرة؟فتوجعني الخاطرةوتنتعش الذاكرة.*عندما تختفي الطائرات تطير الحماماتبيضاء، بيضاء. تغسل خد السماءبأجنحة حرة، تستعيد البهاء وملكيةالجو واللهو. أعلى وأعلى تطيرالحمامات، بيضاء بيضاء. ليت السماءحقيقية ( قال لي رجل عابر بين قنبلتين)*الوميض، البصيرة، والبرققيد التشابه...عما قليل سأعرف إن كان هذا هو الوحي...أو يعرف الأصدقاء الحميمونأن القصيدة مرت،وأودت بشاعرها...*( إلي ناقد:) لا تفسر كلاميبمعلقة الشاي أو بفخاخ الطيور!يحاصرني في المنام كلامي،كلامي الذي لم أقله،ويكتبني ثم يتركني باحثاًعن بقايا منامي...*شجر السرو، خلف الجنود، مآذنتحمي السماء من الانحدار. وخلف سياجالحديد جنود يبولون ـ تحت حراسة دبابة ـوالنهار الخريفي يكمل نزهته الذهبيةفي شارع واسع كالكنيسةبعد صلاة الأحد...*بلاد على أهبة الفجر،لن نختلفعلى حصة الشهداء من الأرض،ها هم سواسيةيفرشون لنا العشبكي نأتلف!*نحب الحياة غداًعندما يصل الغد سوف نحب الحياةكما هي، عادية ماكرةرمادية أو ملونة،لا قيامة فيها ولا آخرة.وإن كان لا بد من فرحفليكنخفيفاً على القلب والخاصرة!فلا يلدغ المؤمن المتمرنمن فرح... مرتين!*(إلى قاتل) لو تأملت وجه الضحيةوفكرت، كنت تذكرت أمك في غرفةالغاز، كنت تحررت من حكمة البندقيةوغيرت رأيك: ما هكذا تستعاد الهوية!*( إلى قاتل آخر) لو تركت الجنينثلاثين يوماً، إذاً لتغيرت الاحتمالات:قد ينتهي الاحتلال ولا يتذكر ذاكالرضيع زمان الحصار،فيكبر طفلاً معافى، ويصبح شاباًويدرس في معهد واحد مع إحدى بناتكتاريخ آسيا القديموقد يقعان معاً في شباك الغراموقد ينجبان ابنة (وتكون يهودية بالولادة)ماذا فعلت إذاً؟صارت ابنتك الآن أرملةوالحفيدة صارت يتيمة؟فماذا فعلت بأسرتك الشاردةوكيف أصبت ثلاث حمائم بالطلقة الواحدة؟*لم تكن هذه القافيةضرورية، لا لضبط النغمولا لاقتصاد الألمإنها زائدةكذباب على المائدة.*الضباب ظلام/ ظلام كثيف البياضتقشره البرتقالة والمرأة الواعدة.*وحيدون، نحن وحيدون حتى الثمالة،لولا زيارات قوس قزح.*هل نسيء إلى أحد؟ هل نسيء إلىبلد، لو أصبنا، ولو من بعيد،ولو مرة، برذاذ الفرح؟*الحصار هو الانتظارهو الانتظار على سلم مائل وسط العاصفة.*لنا أخوة خلف هذا المدىأخوة طيبون، يحبوننا، ينظرون إليناويبكون، ثم يقولون في سرهم:(ليت هذا الحصار هنا علني...)ولا يكملون العبارة: (لا تتركوناوحيدين.. لا تتركونا ).*ألقبائل لا تستعين بكسرىولا قيصر، طمعاً بالخلافة،فالحكم شورى على طبق العائلةولكنها أعجبت بالحداثةفاستبدلتبطائرة إبل القافلة.*سأصرخ في عزلتي،لا لكي أوقظ النائمين.ولكن لتوقظني صرختيمن خيالي السجين!*أنا آخر الشعراء الذينيؤرقهم ما يؤرق أعداءهم:ربما كانت الأرض ضيقةعلى الناس،والآلهة.*هنا، تتجمع فينا التواريخ حمراء،سوداء. لولا الخطايا لكان الكتابالمقدس أصغر. لولا السراب لكانتخطى الأنبياء على الرمل أقوى، وكانالطريق إلى الله أقصرفلتكمل الأبدية، أعمالها الأزلية...أما أنا، فسأهمس للظل: لوكان تاريخ هذا المكان أقل زحاماًلكانت مدائحنا للتضاريس فيشجر الحور... أكثر !*خسائرنا: من شهيدين حتى ثمانيةكل يوم،وعشرة جرحىوعشرون بيتاًوخمسون زيتونة،بالإضافة للخلل البنيوي الذيسيصيب القصيدة والمسرحية واللوحة الناقصة.*نخزن أخزاننا في الجرار،لئلا يراها الجنود فيحتفلوا بالحصار...نخزنها لمواسم أخرى،لذكرى،لشيء يفاجئنا في الطريق.فحين تصير الحياة طبيعيةسوف نحزن كالآخرين لأشياء شخصيةخبأتها عناوين كبرى،فلم ننتبه لنزيف الجروح الصغيرة فينا.غداً حين يشفى المكاننحس بأعراضه الجانبية.*في الطريق المضاء بقنديل منفىأرى خيمة في مهب الجهات:الجنوب عصي على الريح،والشرق غرب تصوف،والغرب هدنة قتلى يسكون نقد السلام.وأما الشمال، الشمال البعيدفليس بجغرافيا أوجهةإنه مجمع ألآلة!*يقول لها: انتظريني على حافة الهاويةتقول: تعال... نعال! أنا الهاوية*قالت امرأة للسحابة: غطي حبيبيفإن ثيابي مبللة بدمه!*إذا لم مطراً يا حبيبيفكن شجراًمشبعاً بالخصوبة... كن شجراوإن لم تكن شجراً يا حبيبيفكن حجراًمشبعاً بالرطوبة... كن حجراوإن لم تكن حجراً يا حبيبيفكن قمراًفي منام الحبيبة... كن قمرا(هكذا قالت امرأةلابنها في جنازته ).*( إلى الليل ) مهما ادعيت المساواة( كلك للكل )... للحالمين وحراسأحلامهم، فلنا قمر ناقص، ودملا يغير لون قميصك يا ليل...*نعزي أباً بابنه: ( كرم الله وجه الشهيد )وبعد قليل، نهنئه بوليد جديد.*( إلى الموت ) نعرف من أي دبابةجئت. نعرف ماذا تريد... فعدناقصاً خاتماً. واعتذر للجنود وضبطتهم،قائلاً: قد رآني العروسان أنظرنحوهما، فترددت ثم أعدت العروسإلى أهلها... باكية!*إلهي... إلهي! لماذا تخليت عنيوما زلت طفلاً... ولم تمتحني؟*قالت الأم:لم أره ماشياً في دمهلم أر الأرجوان على قدمه كان مستنداً للجداروفي يده كأس بابونج ساخنويفكر في غده...*قالت الأم: في بادئ الأمر لمأفهم الأمر. قالوا: تزوج منذقليل. فزغردت، ثم رقصت وغنيتحتى الهزيع الأخير من الليل، حيثمضى الساهرون ولم تبق إلا سلالالبنفسج حولي. تساءلت: أين العروسان؟قيل: هنالك فوق السماء ملاكانيستكملان طقوس الزواج. فزغردت،ثم رقصت وغنيت حتى أصبتبداء الشللفمتى ينتهي، يا حبيبي، شهر العسل؟*سيمتد هذا الحصار إلى أنيحس المحاصر، مثل المحاصر،أن الضجرصفة من صفات البشر.*أيها الساهرون! ألم تتعبوامن مراقبة الضوء في ملحنا؟ومن وهج الورد في جرحناألم تتعبوا أيها الساهرون؟*واقفون هنا. قاعدون هنا. دائمون هنا.خالدون هنا. ولنا هدف واحد واحد:أن نكون.ومن بعده نحن مختلفون على كل شيء:على صورة العلم الوطني( ستحسن صنعاً لو اخترت ياشعبي الحي رمز الحمار البسيط )ومختلفون على كلمات النشيد الجديد( ستحسن صنعاً لو اخترت أغنية عن زواج الحمام )ومختلفون على واجبات النساء( ستحسن صنعاً لو اخترت سيدة لرئاسة أجهزة الأمن )مختلفون على النسبة المئوية، والعام والخاص،مختلفون على كل شيء. لنا هدف واحد:أن نكون...ومن بعده يجد الفرد متسعاً لاختيار الهدف.*عميقاً، عميقاًيواصل فعل المضارعأشغاله اليدوية،في ما وراء الهدف...*قال لي في الطريق إلى سجنه:عندما أتحرر أعرفأن مديح الوطنكهجاء الوطنمهنة مثل باقي المهن.*بلاد على أهبة الفجر،أيقظ حصانكواصعدخفيفاً خفيفاً،لتسبق حلمك،واجلس ـ إذا ماطلتك السماء ـعلى صخرة تتنهد.*كيف أحمل حريتي، كيف تحماني؟ أيننسكن من بعد عقد النكاح، وماذاأقول لها في الصباح: أنمت كما ينبغيأن تنامي إلى جانبي؟ وحلمت بأرض السماء؟وهمت بذاتك. هل قمت سالمة من منامكهل تشربين معي الشاي أم قهوة بالحليب؟وهل تؤثرين عصير الفواكه، أم قبلي؟( كيف أجعل حريتي حرة؟ ) يا غريبة!لست غريبك. هذا السرير سريرك. كونيإباحية، حرة، لا نهائية، وانثري جسديزهرة زهرة بلهاثك. حريتي! عوّدينيعليك. خديني إلى ما وراء المفاهيم كينصبح اثنين في واحد!كيف أحملها، كيف تحملني، كيف أصبح سيدهاوأنا عبدها. كيف أجعل حريتي حرةدون أن نفترق؟*قليل من المطلق الأزرق اللانهائييكفيلتخفيف وطأة هذا الزمانوتنظيف حمأة هذا المكان.*سيمتد هذا الحصار إلى أننقلم أشجارنابأيدي الأطباء، والكهنة.*سيمتد هذا الحصار، حصاري المجازي،حتى أعلم نفسي زهد التأمل:ما قبل نفسي ـ بكت سوسنةوما بعد نفسي ـ بكت سوسنةوالمكان يحملق في عبث الأزمنة.*على الروح أن تترجلوتمشي على قدميها الحريريتينإلى جانبي، ويداً بيد، هكذا صاحبينقديمين يقتسمان الرغيف القديموكأس النبيذ القديملنقطع هذا الطريق معاًثم تذهب أيامنا في اتجاهين مختلفين:أنا ما وراء الطبيعة. أما هيفتختار أن تجلس القرفصاءعلى صخرة عالية.*( إلى شاعر: ) كلما غاب عنك الغيابتورطت في عزلة الآلهةفكن "ذات" موضوعك التائهةو"موضوع" ذاتك،كن حاضراً في الغياب.*( إلى شاعر : ) حاصر حصارك.*( إلى النثر : ) جر البراهين منمعجم الفقهاء إلى واقع دمرتهالبراهين. واشرح غبارك.*( إلى الشعر والنثر : ) طيرا معاًكجناحي سنونوة تحملان الربيع المبارك.*كتبت عن الحب عشرين سطراًفخيل ليأن هذا الحصار تراجععشرين متراً!*يجد الوقت للسخرية:هاتفي لا يرنولا جرس الباب أيضاً يرنفكيف تيقنت من أننيلم أكن ههنا؟*يجد الوقت للأغنية:في انتظارك،لا أستطيع انتظاركلا أستطيع قراءة دوستويفسكيولا الاستماع إلى "أم كلثوم" أو "ماريا كالاس"وغيرهما. في انتظارك تمشي العقارب فيساعة اليد نحو اليسار، إلى زمنلا مكان له،في انتظارك لم أنتظرك، انتظرت الأزل.*يقول لهل: أي زهر تحبينه؟فتقول: أحب القرنفل... أسوديقول: إلى أين تمضين بي،والقرنفل أسود؟تقول: إلى بؤرة الضوء في داخليوتقول: وأبعد... أبعد... أبعد.*( إلى الحب: ) يا حب، يا طائر الغيب!دعنا من الأزرق الأبدي وحمى الغياب.تعال إلى مطبخي لنعد العشاء معاً.سوف أطهو، وأنت تصب النبيذ،وتختار ما شئت من أغنيات تذكرنابحياد المكان وفوضى العواطف: إنقيل إنك جنس من الجن... صدق!وإن قيل إنك نوع من الأنفلونزا... فصدق!وحدق إليك ومزق حجابك. لكنك الآنقربي أليف لطيف تقشر ثوماً، وبعد العشاءستختار لي فيلماً عاطفياً قديماً،لنشهد كيف إذا البطلان هناكهنا شاهدين.*في الصباح الذي سوف يعقب هذا الحصارسوف تمضي فتاة إلى حبهابالقميص المزركش، والبنطلون الرماديشفافة المعنويات كالمشمشيات فيشهر آذار: هذا النهار لنا كلهكله، يا حبيبي، فلا تتأخر كثيراًلئلا يحط غراب على كتفي...وستقضم تفاحة في انتظار الأملفي انتظار الحبيب الذيربما، ربما لن يصل.*(أنا، أو هو)هكذا تبدأ الحرب. لكنهاتنتهي بلقاء حرج:(أنا و هو).*(أنا هي حتى الأبد)هكذا يبدأ الحب. لكنهعندما ينتهيينتهي بوداع حرج:( أنا و هي ).*لا أحبك، لا أكرهكقال معتقل للمحقق: قلبي مليءبما ليس يعنيك. قلبي يفيض برائحة المريمية،قلبي بريء، مضيء، مليء،ولا وقت في القلب للامتحان. بلى،لا أحبك. من أنت حتى أحبك؟هل أنت بعض أناي، وموعد شايوبحة ناي، وأغنية كي أحبك؟لكنني أكره الاعتقال ولا أكرهك.هكذا قال معتقل للمحقق: عاطفتيلا تخصك، عاطفتي هي ليلي الخصوصي...ليلي الذي يتحرك بين الوسائد حراًمن الوزن والقافية!*سيمتد هذا الحصار إلى أن ينقحسادة "أولمب" إلياذة الخالدة.*سيولد طفل، هنا الآن،في شارع الموت... في الساعة الواحدة.*سيلعب طفل بطائرة من ورقبألوانها الأربعة( أحمر، أسود، أبيض، أخضر )ثم يدخل في نجمة شاردة.*جلسنا بعيدين عن / مصائرنا كطيورتؤثث أعشاشها في ثقوب التماثيل،أو في المداخن،أو في الخيام التي نصبتفي طريق الأمير إلى رحلة الصيد...*( إلى حارس: ) سأعلمك الانتظارعلى باب موتي المؤجلتمهل، تمهللعلك تسام منيوترفع ظلك عنيوتدخل ليلك حراًبلا شبحي!*( إلى حارس آخر: ) سأعلمك الانتظارعلى باب مقهىفتسمع دقات قلبك أبطأ، أسرعقد تعرف القشعريرة مثليتمهل،لعلك مثلي تصفر لحناً يهاجرأندلسي الأسى، فارسي المدارفيوجعك الياسمين، وترحل.*( إلى حارس ثالث: ) سأعلمك الانتظارعلى مقعد حجري، فقدنتبادل أسماءنا. قد ترىشبهاً طارئاً بيننا:لك أمولي والدةولنا مطر واحدولنا قمر واحدوغياب قصير عن المائدة.*على طللي ينبت الظل أخضر،والذئب يغفو على شعر شاتيويحلم مثلي،ومثل الملاكبأن الحياة هنالا هناك...*الأساطير ترفض تعديل حبكتهاربما مسها خلل طارئربما جنحت سفن نحو يابسةغير مأهولة،فأصيب الخيالي بالواقعي...ولكنها لا تغير حبكتها.كلما وجدت واقعاً لا يلائمهاعدلته بجرافة،فالحقيقة جارية النص، حسناءبيضاء، من غير سوء...*(إلى شبه مستشرق:) ليكن ما تظنلنفترض الآن أني غبي، غبي، غبيولا ألعب الجولف،لا أفهم التكنولوجيا،ولا أستطيع قيادة طيارة!ألهذا أخذت حياتي لتصنع منها حياتك؟لو كنت غيرك، لو كنت غيريلكنا صديقين يعترفان بحاجتنا للغباء...أما للغبي، كما لليهودي في( تاجر البندقية ) قلب، وخبزوعينان تغرورقان؟*في الحصار، يصير الزمان مكاناًتحجر في أبدةفي الحصار، يصير المكان زماناًتخلف عن موعده.*المكان هو الرائحةعندما أتذكر أرضاًأشم دم الرائحةوأحن إلى نفسي النازحة.*هذه الأرض واطئة، عاليةأو مقدسة، زانيةلا نبالي كثيراً بفقه الصفاتفقد يصبح الفرج،فرج السموات،جغرافية!*ألشهيد يحاصرني كلما عشت يوماً جديداًويسألني: أين كنت؟أعد للقواميس كل الكلام الذيكنت أهديتنيه،وخفف عن النائمين طنين الصدى!*ألشهيد يوضح لي: لم أفتش وراء المدىعن عذارى الخلود، فإني أحب الحياةعلى الأرض، بين الصنوبر والتين، لكننيما استطعت إليها سبيلاً،ففتشت عنها بآخر ما أملك:الدم في جسد اللازورد.*ألشهيد يعلمني: لا جمالي خارج حريتي.*ألشهيد يحذرني: لا تصدق زغاريدهنوصدق أبي حين ينظر في صورتي باكياً:كيف بدلت أدوارنا، يا بني،وسرت أمامي؟أنا أولاًوأنا أولاً!*ألشهيد يحاصرني: لم أغير سوى موقعيوأثاثي الفقير،وضعت غزالاً على مخدعيوهلالاً على إصبعيكي أخفف من وجعي.*ألشهيد يحاصرني: لا تسر في الجنازةإلا إذا كنت تعرفني.لا أريد مجاملة من أحد.*سيشهد هذا الحصارليقنعناباختيار عبودية لا تضر،ولكن بحرية كاملة.*أن تقاوم يعني: التأكد منصحة القلب الخصيتين،ومن دائك المتأصل:داء الأمل.*وفي ما تبقى من الفجر أمشي إلى خارجيوفي ما تبقى من الليل أسمع وقع الخطى داخلي.*إذا مرض الحب عالجتهبالرياضة والسخريةوبفصل المغني عن.. الأغنية.*ألحصار يحولني من مغن إلى...وتر سادس في الكمان.*( إلى قارئ: ) لا تثق بالقصيدة،بنت الغياب،فلا هي حدسولا هي فكرولكنها حاسة الهاوية.*الكتابة جرو صغير يعض العدمالكتابة تجرح من دون دم.*أصدقائي يعدون لي دائماً حفلةللوداع، وقبراً مريحاً يظلله السنديانوشاهدة من رخام الزمنفأسبقهم دائماً في الجنازة:من مات... من؟*ألشهيدة بنت الشهيدة بنت الشهيدوأخت الشهيد وأخت الشهيدة كنةأم الشهيد حفيدة جد شهيدوجارة عم الشهيد ( الخ... الخ... )ولا شيء يحدث في العالم المتمدن،فالزمن البربري انتهى،والضحية مجهولة الاسم، عاديةوالضحية.. مثل الحقيقة.. نسبية( الخ... الخ... ).*هدوءاً، هدوءاً، فإن الجنود يريدونفي هذه الساعة الاستماع إلى الأغنياتالتي استمع الشهداء إليها، وظلتكرائحة البن في دمهم... طازجة.*هدنة، هدنة لاختبار التعاليم:هل تصلح الطائرات محاريث؟قلنا لهم: هدنة، هدنة لامتحان النوايا،فقد يتسرب شيء من السلم للنفس!عندئذ نتبارى على حب أشيائنابوسائل شعرية.فأجابوا: ألا تعلمون [إن السلام مع النفسيفتح أبواب قلعتنالمقام الحجاز أو النهوند؟فقلنا: وماذا؟... وبعد؟*فناجين قهوتنا. والعصافير. والشجر الأخضرالأزرق الظل. والشمس تقفز منحائط نحو آخر مثل الغزالة...والماء في السحب اللانهائية الشكلفي ما تبقى لنا من سماء،وأشياء أخرى مؤجلة الذكرياتتدل على أن هذا الصباح قوي بهي،وأنا ضيوف على الأبدية.*بلاد على أهبة الفجر،عما قليلتنام الكواكب في لغة الشعر.عما قليلنودع هذا الطريق الطويلونسأل: من أين نبدأ؟عما قليلنحذر نرجسنا الجبلي الجميلمن الافتتان بصورته: لم تعدصالحاً للقصيدة، فانظرإلى عابرات السبيل.*سلام على من يشاطرني الانتباه إلىنشوة الضوء، ضوء الفراشة، فيليل هذا النفق!*سلام على من يقاسمني قدحيفي كثافة ليل يفيض من المقعدين:سلام على شبحي!*ألسلام كلام المسافر في نفسهللمسافر في الجهة الثانية...ألسلام حمام غريبين يقتسمان الهديلالأخير، على حافة الهاوية.*ألسلام حنين عدوين، كل على حدةللتثاؤب فوق رصيف الضجرألسلام أنين محبين يغتسلانبضوء القمر.*ألسلام اعتذار القوي لمن هوأضعف منه سلاحاً، وأقوي مدىألسلام انكسار السيوف أمام الجمالالطبيعي، حيث يفل الحديد الندى.*ألسلام نهار أليف، لطيف، خفيفالخطى، لا يعادي أحدألسلام قطار يوحد سكانه العائدينأو الذاهبين إلى نزهة في ضواحي الأبد.*ألسلام هو الاعتراف، علانية، بالحقيقة:ماذا صنعتم بطيف القتيل؟ألسلام هو الانصراف إلى عمل في الحديقة:ماذا سنزرع عما قليل؟*ألسلام هو الانتباه إلى الجاذبية فيمقلتي ثعلب تغويان الغريزة في امرأة خائفةألسلام هو الآه تسند مرتفعاتالموشح، في قلب جيتارة نازفة.*ألسلام رثاء فتى ثقبت قلبه شامةامرأة، لا رصاص ولا قنبلةألسلام غناء حياة هنا، في الحياة،على وتر السنبلة.****
الصفحات
▼