10 يونيو 2010

هبوطُ اورفه إلى الجحيم | بيار أمانوييل


رجلٌ كان ينزلُ منحدرَ موتهِ
ليلاً ، والارتجافُ الخفيُّ
في نفسهِ كان يشيعُ في الظلِّ

معرفتهُ الناعمة الغسيقة : معالمُ العالم القديم
كانت تُموت أمواجاً خفيّة
و يتخدّر الماضي في مقبل الزمنِ.
ساعةٌ ما بين موتٍ وحياة ، ساعةٌ قصيرةٌ من دموع
هي من السعادة بحيثُ لا تراقُ
دموعُ عيونِ النفس ، بها يتجلّى
البهاءُ الحائلُ ، بهاءُ العدم ..
" أرى .. لا يمكنُ أن يقالَ ذلك من الخارج
لأنّ قوة العينين هي في داخل الأشياء .
النظرُ هو الثمرةُ الأشدُّ ثقلاً و خفاءً
التي أنضجها الشيءُ في صيفهِ الأعمى .
الجمالُ ، كلّ الجمال ، انتظارٌ رخي
بعده ، وحدهُ الموتُ يُشتهى ".
رجلٌ كان يتّجهُ شطر أعماقِهِ
في سَحَر السنوات الغبراءِ التي لا يخترقها
الدمُ أبداً بخناجرهِ التي هي من فجر .
أوّاه .. هذا الرجلُ العاري الذي لا يتعزّى
كان يعدو نحوَ الشمس المستضعفَةِ : في ذاته
كانت تدورُ رحىً مجنونةٌ من سأم - إنها قلبُه -
و أفكارُهُ التي لوّثها العرقُ والدّرَن
كان يراها تجري الى الساقية
و يُحسّها تمتزجُ بالتراب.
كان يعرفُ بألم جسمهِ جميعاً
كم الأرضُ حميمةٌ لحزنهِ .
و في وحول الشّمس يغرق
بثقل الحُبّ و الظلّ اللذين في حجر .
إلاّ أنه دائماً واقفٌ على البلاط
بلاطِ شارع مشبوهٍ ينحدرُ مظلماً .
وكانت الأرض دائماً قاسيةً تحت قدميهِ
وكانت قدماهُ قاسيتين دائماً على الأرض .
التمثالُ المزدوجُ ساحرٌ - مسحورٌ
يتقدّم قاسياً ضد ذاته .
لا أفهمكَ " قد قال " و أبغضُ ذاتي
لأنّي أحبّك و أحسّني عارياً في صوتك الأسود .
لا أفهمُ أنّني قربكَ حتى الالتصاق
فخاتمُ جسدك على عورتي ،
و أعضائي أنهارُ موتكَ .
لكن " يسألُ الصوت " أين هي الحبيبةُ ؟
مامن مجيبُ سوى العمقُ المفكّر
عمق الصدى الذي يُرَجِّعُ : أين هي الحبيبةُ ؟
ومامن خلاص أبداً للتِّمثال من ذاته
لأنّه الرجلُ و المرأةُ معاً متمازجين .
**** **** **** **** ****
ترجمة رَوّاد طَربيْه 1994 م
خاص بالمسيرة الإلكتروني