حياة
عشنا طويلا
كنا معا
حتى ان الايام تتصف بنا
في آن واحد
تقاسمنا ذات الشوق
شاهدنا رحيل الساعات نحو ظلالها
وشاهدنا تساقط الثلج كأوراق فضية من
تاج شجرة السماء الغنية.
كان مستحيلا ان ينتهي كل ذلك
فالممر، الشارع، الاشياء المشتركة
تضئ ليالينا .
الوقت وتعاقب السنين تتبعنا كصديق حميم
اولادنا يأتون ويذهبون الى حيث الثلج والاشجار السوداء
كل سيتحول الى سماء عالية مُنتظرة.
إختيار
لو اني كنت في طريق صعب وشديد الانحدار
وقد اقتربت من بوابة كُتِبَ عليها:
(ايها الداخلون ستكون لكم آمال جديدة)
هل كنت سأتردد؟
املاََ جديدا ً ؟، ولماذا جديدا ً ؟
الآمال القديمة هي الثابتة
وذلك يكفي .
ولكن، إنْ أصبحتُ أنا من الداخلين هناك
وتأملت الناس الغريبين وتوقهم للأشياء الرائعة والجديدة،
الجنات غير المرئية،
الاحلام ،
ولعب الطفولة .
اليس حريا بي أنْ أستدير بقوة واقفل راجعا نحو الحياة ،
إلى الناس المكدودين والتفاصيل المُتعبة ؟
الى كل ما هو صعبُ،
ولكنه ملئ بالحميمية .
وحدة
تحت سماء مندهشة ، تهيأت لتحيا
اكترت غرفة في مدينة، بحثت عن وسط آمن
وقفت في المطبخ تتابع اختفاء الماء من المَجلى.
في الخارج أُضيئت انوار الشارع في وقتها المحدد تماما،
وستطفأ حالما يأتي الصباح.
في الحديقة المقابلة تقف ثلاث شجرات مرتجفات
ليس من الريح، انما لسبب آخر.
قد يكون بسبب خوفها هي بالذات .
ليس بسبب العالم الذي ينظر اليها من خارج نافذتها
انما بسبب العالم الخاوي هنا في الداخل.
حيث لا كرسي، لا سرير
هنا يوجد فقط حوض مَجلى،
دوامة ،
وباب ٌ لم يطأه أحد بعد.
طلب
استلقى مجهدا فوق طاولة المنشار
وطلب: حوليني الى آلة موسيقية
ويُفضَل الى كمان جهير حتى أكون في بيتي
أو لكمان لأغني لحن البحر الكبير
أو ربما إلى ناي ؟
هل طلبت كثيرا َ؟
أحس أن ظهره الموجوع قد استقام .
لو انه تمدد بلا حراك ،
لو أن أحدا لم يأت ِ
غير تلك القوة التي يستشعرها تدنو منه .
كان هناك منشار خشب وإرهاق،
أحس كأن أحدا يلمسه
أحد يريد ان يرسله الى نوم عميق .
* ترجمة:محسن عواد
** بو كاربلان Bo Carpelan، شاعر و ناثر من فلندا يكتب السويدية، أول حاصل على جائزة الأدب الفلّندي مرتين 1993 /2006 | المسيرة الالكتروني