كتبها بعيد وفاة ابنته ليبولدي
عشت ما فيه الكفاية، لذلك تراني متألماً
أسير، فلا أجد مجرد ذراع إليها أتكىء
أبتسم بالكاد للأطفال من حولي
ولم أعد أستمتع حتى برؤية الزهور.
وفي الربيع،*
أعيش ساعة الهروب من النهار
لأني ويا للأسف، أشعر بتعاسة حزن دفين.
لقد هزم الأمل المشرق في نفسي
وفي هذا الفصل الذي رائحة الورد فيه تفوح
تريني يا ابنتي، أحلم بالظلال التي تحتها ترقدين
لقد مات قلبي، وعشت ما فيه الكفاية.
وأنا لم أتهرب يوماً من واجبي
فهاهو ذا أخدودي الذي شققته، وها هي ذا باقة أزهاري
فقد عشت مبتسماً، أتعلم كل يوم من النعومة المزيد
واقفاً بشموخ وإن كنت إلى جهة السر أميل.
وفعلت ما بوسعي، خدمت، سهرت
وغالباً ما كنت ألاحظ أنهم يسخرون مني
لكني لم أفهم يوماً لماذا كنت موضوع حقدهم
وقد تألمت كثيراً من أجلهم وقدمت الكثير.
في هذا السجن الأرضي، حيث لا جناح به نطير
أدميت ولم أشتكي، وخررت راكعاً
حزيناً، منهكاً، وموضوع سخرية أخوتي المساجين
لكني حملت حلقتي من السلسلة الأزلية.
وتراني اليوم وعيناي بالكاد تتفتحان
لم أعد ألتفت حتى حين أنادى
تملأني الدهشة ويغمرني الملل، كإنسان
يستيقظ قبل الفجر، وفي الليل لم ينم.
لأني لم أعد أعبأ بسبب كسل التعيس
بالرد حتى على صوت ينادي
يا إلهي، افتح لي أبواب ليلك الداكن
ودعني أذهب، أرجوك، دعني أتوارى.
(التأملات) فيكتور هوغو / ترجمة أكرم أنطاكي
* مقتطف من هذا المقطع