كل فراق هو تذوق للموت قبل الموت وكل لقاء، بعد فراق، هو تذوق للبعث قبل البعث، لذا ولهذا السبب فإنك سترى شخصين لم يكن بينهما ثمة اهتمام بالآخر يبتهجان إذ يتقابلان مرة أخرى بعد عشرون أو ثلاثون عاماً.
الامل هو اختلاط الرغبة في الحصول على حاجة ما مقابل احتمالات تحققها .
والإنسان الذي يخلو من الرجاء أو الأمل هو أيضاً إنسان يخلو من الخوف: وهذا هو معنى كلمة اليأس ، ثم أليس من طبيعة الإنسان أن يعتقد أن ما يريده هو الحق ، و أن يعتقده لأن ذلك هو ما يرغب فيه. فإذا ما قـتـلت هذه الخصله التي تبعث الراحة في نفسه بكوارث متلاحقة تصل به حد الإعتقاد بأن ما لا يرغب في حدوثه هو الذي سيحدث دائماً وأن ما يرغب في حدوثه لن يحدث أبداً، لأنه بكل بساطة يرغب في حدوثه، تصل به إلى الحالة المسماة باليأس.
والإنسان الذي يخلو من الرجاء أو الأمل هو أيضاً إنسان يخلو من الخوف: وهذا هو معنى كلمة اليأس ، ثم أليس من طبيعة الإنسان أن يعتقد أن ما يريده هو الحق ، و أن يعتقده لأن ذلك هو ما يرغب فيه. فإذا ما قـتـلت هذه الخصله التي تبعث الراحة في نفسه بكوارث متلاحقة تصل به حد الإعتقاد بأن ما لا يرغب في حدوثه هو الذي سيحدث دائماً وأن ما يرغب في حدوثه لن يحدث أبداً، لأنه بكل بساطة يرغب في حدوثه، تصل به إلى الحالة المسماة باليأس.
عندما يعاني الظلم فإن الإنسان العادي يتحرق شوقا إلي ما نسميه بـ " الإنتقام". ولقد قيل أن للإنتقام طعماً حلوا، ولقد تحقق صحة ذللك من خلال التضحيات الكثيرة التي قُـدّمت في سبيله دون تحسب لكسب أو تعويض.
لا يوجد أذىً تنزله بنا الطبيعة أو الصدفة أو القدر يكافيئ في ألمه ذلك الأذي الذي تسببه إرادة الآخرفينا. *
من ناحية أخرى فإن الأذى الذي يصدر عن الآخر ( أو عن إرادة أخرى ) له مذاق مر ، غريب إضافة على الألم والأذى نفسه، وهذا المذاق المر الغريب هو وعينا بتفوق الآخر سواء كان ذلك من جهة القوة أو المكر، مقرونا بإحساسانا بالعجز . والتعويض ، إن كان هناك تعويضاً لهذه الحالة ، يمكنه أن يبريئ الًجرح: ولكن المضاف المر والإحساس بأن " هذا هو ما تحملته منك " والذي كان إيذاءه أعمق من الجرح نفسه ، لا يمكن تحييده إلاّ بالإ نتقام. وبِرَد الإيذاء ، قوة أو مكراً، فإننا نؤكد تفوقنا ، مجدداً، على ذلك الذي أتانا بالأذى وجرح ضميرنا. وهكذا ينال القلب على الرضا الذي كان يتوق إليه. ونرى هنا وبكل وضوح أنه حيث يوجد الكبر الكثير والغرور العظيم يوجد الإنتقام.
وحينما تتحقق الرغبات فإنها تكشف عن نفسها بما هي، دائماً، وهم من الأوهام. وكذلك أمر الإنتقام ، فالسعادة المرجوة منه عادة ما تنقلب إلى مرارة بتأثير الشفقة اللاّحقه التي سوف تلم بنا حتماً. وحقاً فإت الإنتقام الماضي عادة ما يفطر القلب لاحقاً ويشقي الضمير. سوف يموت الإحساس بالدوافع التي أوصلتنا لهذا ولكن الدليل على استقرار الشر فينا سيظل ماثلاً للعيان.
لا يوجد أذىً تنزله بنا الطبيعة أو الصدفة أو القدر يكافيئ في ألمه ذلك الأذي الذي تسببه إرادة الآخرفينا. *
من ناحية أخرى فإن الأذى الذي يصدر عن الآخر ( أو عن إرادة أخرى ) له مذاق مر ، غريب إضافة على الألم والأذى نفسه، وهذا المذاق المر الغريب هو وعينا بتفوق الآخر سواء كان ذلك من جهة القوة أو المكر، مقرونا بإحساسانا بالعجز . والتعويض ، إن كان هناك تعويضاً لهذه الحالة ، يمكنه أن يبريئ الًجرح: ولكن المضاف المر والإحساس بأن " هذا هو ما تحملته منك " والذي كان إيذاءه أعمق من الجرح نفسه ، لا يمكن تحييده إلاّ بالإ نتقام. وبِرَد الإيذاء ، قوة أو مكراً، فإننا نؤكد تفوقنا ، مجدداً، على ذلك الذي أتانا بالأذى وجرح ضميرنا. وهكذا ينال القلب على الرضا الذي كان يتوق إليه. ونرى هنا وبكل وضوح أنه حيث يوجد الكبر الكثير والغرور العظيم يوجد الإنتقام.
وحينما تتحقق الرغبات فإنها تكشف عن نفسها بما هي، دائماً، وهم من الأوهام. وكذلك أمر الإنتقام ، فالسعادة المرجوة منه عادة ما تنقلب إلى مرارة بتأثير الشفقة اللاّحقه التي سوف تلم بنا حتماً. وحقاً فإت الإنتقام الماضي عادة ما يفطر القلب لاحقاً ويشقي الضمير. سوف يموت الإحساس بالدوافع التي أوصلتنا لهذا ولكن الدليل على استقرار الشر فينا سيظل ماثلاً للعيان.
الكراهيه مستقرها القلب ، والإحتقار مستقره الفكر. وفكرتا الكراهية والإحتقار فكرتان تـنـتـقض كل منهما الآخرى و تستبعدها . وحقاً فإن الكراهية الزائدة لا مصدر لها سوى الإكبار القهري للخصائص التفوقيه للآخر. وبالعكس فإنك لو كنت ستكره كل شخص بائس تقابله فإنك لن تذهب بعيداً ، إن من الأسهل إزدرائهم جميعاً ، مرة واحدة.
" الشذرات والحكم " Arthur Schopenhauer / آرثر شوبنهاور ترجمة خليفه دسوقي
* مقتطفات من هذا المقطع
* مقتطفات من هذا المقطع
Arthur Schopenhauer / آرثر شوبنهاور ( 1788 – 1860 م) فيلسوف أألماني ، معروف بفلسفته التشاؤميه. | خاص المسيرة الالكتروني
كل فراق هو تذوق للموت | آرثر شوبنهاور / Arthur Schopenhauer (الفلسفة الحديثة)