وضعكَ الحبُّ مثل ساعة مكتنزة بالذهب
صفعتِ القابلة قدمَيك، وكذلك فعلت عندما بكيتَ
بكاؤك أخذ مكانه بين الأشياء.
أصداء أصواتنا تحتفي بوصولك!
وصول النُّصب الجديد
إلى متحف تذروه الريح العاتية
ظلال عريك أماننا
نقف حولك خاويين كالجدران.
صفعتِ القابلة قدمَيك، وكذلك فعلت عندما بكيتَ
بكاؤك أخذ مكانه بين الأشياء.
أصداء أصواتنا تحتفي بوصولك!
وصول النُّصب الجديد
إلى متحف تذروه الريح العاتية
ظلال عريك أماننا
نقف حولك خاويين كالجدران.
لم أعد بعد الآن أمُّك
لستُ سوى غيمة تقطر على مرآة
ينعكس فيها تلاشيها البطيء على كفِّ الريح
كل ليلة تتنفَّسك أمُّك
تشعر بضربات قدمَيك داخلها
كأنها زهور وردية، أستيقظ حينها لأستمع؛
صوت البحر البعيد في أُذُني.
صرخة واحدة، أتعثّر في السرير
بثقل بقرة
وأزهار الريف ترفل في ليل قميصي الفيكتوريّة
تفتح فمك الطاهر مثل قطّة...*
نافذة بيضاء مربَّعة تبتلع نجماتها الباهتات
والآن ها أنت تحاول إبداء القليل من ملاحظاتك
حروف العلَّة واضحة لديك ترتفع مثل بالونات.
__________________________________
(*) إشارة إلى المرأة عند المخاض حيث يمتلأ ثدياها بالحليب، وجاء التشبيه بالبقرة ليوضح مدى الإحباط الذي تتكبّده الشاعرة.
كتبت الشاعرة هذه القصيدة في شباط ١٩٦١، وهو الشهر نفسه الذي قامت فيه بالإجهاض.
تنكشف في هذه القصيدة روابط العلاقة بين الأم وطفلها بأبعادها الفيزيائية وكذلك العاطفية المحسوسة، وتُظهر بلاث مشاعرها في هذا النص بشكل واضح حيث نقع على مزيج من الرهبة والهلع لما حصل لها ولجنينها.
سيرة مختصرة : ولدت سيلفيا بلاث العام ١٩٣٢ لأبوَين من الطبقة المتوسطة من ماساشوستس. كتبت قصائدها الأولى في سن الثامنة. كانت شخصية حسّاسة تميل إلى الكمال في كل ما تفعل، لذلك كان يُنظر إليها باعتبارها الابنة المثالية والطالبة النموذجية التي غالباً ما تفوز بالجوائز، ومن ذلك منحة دراسية إلى كلية سميث العام ١٩٥٠ كتبت خلالها ما يزيد عن الأربعمئة قصيدة. غير أن آلاماً كثيرة تختفي خلف هذا الكمال الظاهري، وربما بدأت تلك الآلام بوفاة والدها وهي لم تزل في عمر الثامنة، واستمرّت بعد مرور عام واحد من تعليمها الجامعي حيث قامت بأولى محاولات الانتحار، وقد كادت أن تنجح بعد تناولها كمية كبيرة من الحبوب المنوّمة (تصف بلاث هذه التجربة بوضوح في روايتها السيرذاتية «الناقوس الزجاجي» ١٩٦٣). بعد فترة نقاهة شملت جلسات نفسيّة مكثّفة وجلسات كهربائية، عادت بلاث إلى ممارسة حياتها الأكاديمية والأدبية وتخرّجت من كلية سميث لتفوز بعد ذلك ببعثة دراسية إلى جامعة كامبريدج في إنكلترا العام ١٩٥٥. في العام التالي تزوّجت الشاعر الإنكليزي تيد هيوز، وبعد أربع سنوات نشرت كتابها الأول «العملاق في إنكلترا» وهي لمّا تزل في الثامنة والعشرين. تستقرّ حياة بلاث وهيوز في الريف الإنكليزي بقرية ديفون، وينجبان مولودهما الأول، ثم الثاني، لكن بعد أقلّ من سنتَين ينفصل الزوجان. وبحلول شتاء العام ١٩٦٢ كانت بلاث تعيش مع طفلَيها في شقّة صغيرة بلندن شبه مفلسة. كانت الفترة الأكثر قسوة عليها، وكان لها أبلغ التأثير على قصائدها حيث باتت تكتب بشراهة، مُنهيةً كل يوم قصيدة تقريباً.
١١ شباط ١٩٦٣ تنجح بلاث في الانتحار باستخدام غاز الطهو، وبعد ذلك بعامَين يُنشر ديوانها الموسوم «آرييل»، ثمّ ديوان «عبور الماء وأشجار الشتاء» العام 1971، ثمّ المجموعة الكاملة العام ١٩٨١.
١١ شباط ١٩٦٣ تنجح بلاث في الانتحار باستخدام غاز الطهو، وبعد ذلك بعامَين يُنشر ديوانها الموسوم «آرييل»، ثمّ ديوان «عبور الماء وأشجار الشتاء» العام 1971، ثمّ المجموعة الكاملة العام ١٩٨١.
المراجع : مختارات من الشعر الأمريكي ترجمة وتحقيق شريف بقنه الشهراني (2011) بيروت: دار الغاوون