حين أتت السيدة المحسنة التي تنتمي لجمعية رعاية الأطفال لزيارتنا سألتنا، كما يفعل الجميع، لماذا ننجب كل هذا العدد من الأطفال، فانبرت زوجتي التي كانت تشعر بانقباض في ذلك اليوم لتعلن صراحة ودونما مواربة: "لو كانت لدينا الإمكانيات لذهبنا إلى السينما في المساء. وبما أننا لا نملك النقود فإننا نأوي إلى الفراش، وهكذا يولد الأطفال". بدا الانزعاج على السيدة عندما سمعت هذه الملاحظة ومضت دون أن تضيف كلمة واحدة. أما أنا فقد عنّفت زوجتي قائلاً بأنه لا يصح الإعلان عن الحقيقة دائماً، وعلى المرء كذلك أن يعرف مع من يتعامل قبل أن يعلن الحقيقة. في سن الشباب قبل أن أتزوج كنت أتسلى في كثير من الأحيان بقراءة الأخبار المحلية في الجريدة حيث يصفون كل المصائب التي يمكن أن تحدث للناس مثل حوادث السرقة، والقتل، والانتحار، وحوادث الطرق. من بين كل تلك المصائب واحدة لم أكن أتصور على الإطلاق أن أواجهها وهي أن أصبح "حالة تثير الشفقة"، أي حين يثير شخص ما مشاعر العطف بسبب حظه العاثر دون أن يعزى ذلك لمصيبة محددة أصابته، أي أن حالته تعود لمجرد كونه على قيد الحياة، ليس إلا.
إظهار الرسائل ذات التسميات القصة العالمية. إظهار كافة الرسائل
إظهار الرسائل ذات التسميات القصة العالمية. إظهار كافة الرسائل
22 أكتوبر 2012
تحولات بيكتور (قصة قصيرة) هيرمان هسه
حالما دخل بيكتور الجنة وقف أمام شجرةٍ، تلك التي كانت في آن معًا رجلاً وامرأة. حيا الشجرة باحترام وسألها: "هل أنت شجرة الحياة؟" حالما بدأت الأفعى، عوضًا عن الشجرة، بإعطائه جوابًا استدار وأكمل سيره. كان عينًا خالصة، كل شيء يقع من نفسه حسنًا. بوضوح شعر أنه في الوطن، في منبع الحياة.مرة أخرى رأى شجرة، تلك التي كانت في آن معًا شمسًا وقمرًا.
كلمها: "هل أنت شجرة الحياة؟"
الشمس أومأت وضحكت، والقمر أومأ وابتسم.
كلمها: "هل أنت شجرة الحياة؟"
الشمس أومأت وضحكت، والقمر أومأ وابتسم.
18 أغسطس 2012
صورٌ ثلاث (القصة القصيرة) - فرجينيا وولف
الصورةُ الأولى
من المستحيل على المرءِ أن يتجنّبَ رؤية الصور؛ فلو كان أبي حدّادًا، وأبوك كان أحد النبلاء في المملكة، فسنحتاجُ حتمًا إلى أن نكون صورًا لبعضنا البعض. لن يكون بوسعنا أن نهربَ جماعيًّا من إطار الصورة عن طريق قول كلماتٍ مألوفة. أنت تراني منحنيًا أمام باب دكان الحدادة ممسكًا في يدي بحدوة حِصان فتفكرُ وأنت تمرُّ جواري: "يا له من مشهدٍ رائع يستحق التصوير!"،
4 أغسطس 2012
الشاطيء (قصة قصيرة) - ألان روب غرييه
صبية ثلاثة يمشون على طول الشاطيء جنبا الى جنب ويمسكون بأيدي بعضهم البعض. طولهم متقارب وأعمارهم أيضا متقاربة _ في حوالي الثانية عشرة- لكن مع ذلك يبدو الذي في الوسط أقصر من الاثنين الآخرين. باستثناء هؤلاء الصبية الثلاثة فالشاطيء الطويل فارغ ، يمتد فيه شريط الرمل العريض بوضوح على مد النظر ، يخلو من الصخور المتناثرة ، والحفر المائية وينحدر بنعومة من المنحدر الصخري عند الشاطيء نحو البحر فيبدو لا نهاية له.
الطقس رائع والشمس تضيء الرمل الأصفر بضوء عمودي متقد، السماء صافية بلا غيوم والريح ساكنة ، الماء أزرق صاف بلا أي أثر لموجة كبيرة قادمة من بعيد على الرغم من مواجهة الشاطيء للبحر المفتوح والافق البعيد.
3 أغسطس 2012
العندليب (قصة قصيرة) - مكسيم غوركي
كانت الباخرة ذات عجلات التجذيف تتقدم في طريقها ما بين كازان وكوزلوفكا.
كان الجو طلقًا هادئًا فوق نهر الفولغا، والمساء بدأ يحلّ. الضباب الليلكي شرع يحجب الضفة الشجرية الشديدة الانحدار للنهر، بينما الضفة الأخرى السهلية المخضرة تمددت بفعل الفيضان وابتعدت قليلاً في الأفق. جزر متناثرة خضراء من شجيرات مغمورة برزت فوق صفحة المياه. ضجيجُ عجلاتِ التجذيف بدا باهتًا في الهواء الكثيف الرطب المثقل بالأريج الفواح للنباتات. شريط عريض من رغوة المياه امتد خلف الباخرة،
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)