17 يونيو 2010

عشرون قصيدة | يانيس ريتسوس


1- تجارب
تهجرني الألوان، مع مرور السنين، وأهجرها
ويبدو لي الحجر الأبيض أكثر ملاءمة
أنحت بطرف أصابعي، بملء راحتي، بشفتي

جرنيكا | بول إيلوار و بابلو بيكاسو



أزمة إنسان العصر
في الحزن والشجاعة
من الحياة ومن الموت 
الموت، ذلك الأمر العسير

المستنقع | هنري ميشو


أعطه رجلا وبعض الوقت فيجعل منه جثة، 
ثم يرميه على ضفافه 
ينفخه بالهواء ثم يرميه 
وهو يبقى

أمثال الجحيم | وليم بليك


في وقت الزرع تعلَّمْ، وفي الحصاد علِّمْ، وافرحْ في الشتاء.
*
جُرَّ عربتَك ومحراثَك على عظام الموتى.

16 يونيو 2010

الإختلاق، الذاكرة والمكان | إدوارد سعيد

إدوارد سعيد
شهد العقد المنصرم اهتماماً متزايداً بمجالين متداخلين من مجالات العلوم الإنسانية والاجتماعية، هما الذاكرة والجغرافيا، أو بصورة أدق، دراسة الفضاء الإنساني، وقد ولّد كل من هذين المجالين قدراً بالغاً من الأعمال اللافتة التي خلقت حقولاً جديدة من البحث والاستقصاء.
فعلى سبيل المثال، اتسع الاهتمام بالذاكرة ليشمل أشكالاً من الكتابة حيث يتزايد انتشارها كالمذكرات الشخصية والسيرة الذاتية التي لم يبق كاتب من كتاب القصة المشهورة إلاّ وحاولها، فضلاً عما فاض به الأكاديميون والعلماء والشخصيات العامة، وغيرهم. ولم يبق الولع القومي بالذكريات والاعترافات والشهادات عند مستوى الاعترافات العامة والعلنية ـ كما هو الحال في فضيحة كلينتون ولوينسكي ـ بل تعمق في دراسات عديدة تناولت معنى الذاكرة الجمعية، وأسهب في دراسة أمثلة عليها وتحليلها، فضلاً عن تناول عدد هائل من الأحداث التاريخية التي تجسّدها. ويبقى طيف هذه الدراسات قد اشتمل، في هوامشه، على تقصِّ جدِّي، ومرير لصدق مذكرات بعينها ومدى موثوقيتها، كما اشتمل في المقابل، ومن الطرف الآخر الأكثر رصانة، على تحليل أكاديمي لافت لدور الاختلاق في مسائل كالتراث والخبرة التاريخية الجمعية.‏

لم أعد أنتمي إلى الإنسانية - لوتريامون (الشعر الفرنسي)

 لوتريامون /  Lautréamont
- 6 -
كنتُ قد نمت على الشاطئ الصخري, إنْ ذاك الذي طارد، خلال يوم، النعامة عبر الصحراء، دون أن يتمكن من بلوغها، لم يتسنَّ له الوقت كي يتناول غذاءً، ويغمض عينيه. إذا كان هو الذي يقرأني، فإنّه جدير بأن يحزر، عند الاقتضاء، أي رقاد يثقل عليّ. لكن عندما تكون العاصفة قد دفعت سفينة عامودياً، براحةِ يدها، حتّى أعماق البحر، فإنه إذا لم يبقَ من كلّ طاقم الملاحة على الطوف سوى رجل واحد، منهوك من التعب والحرمانات من كلّ نوع؛ إذا أرجحَه الموجُ، كحطام سفينة، خلال ساعات أطول من حياة إنسان؛

مشاهدة المطر في غاليسيا | غابرييل جارسيا ماركيز/ Gabriel García Márquez (القصة العالمية)

 
لا بد أن يكون صديقي القديم الرسام والشاعر والروائي هيكتور روخاس هيرازو ـ الذي لم أره منذ وقت طويل ـ قد شعر برعشة الشفقة عندما رآني في مدريد في زحمة المصورين والصحفيين؛ لأنه جاء إليّ وهمس: «تذكر أن عليك أن ترأف بحالك من وقت إلى آخر.» وفي الواقع، مضت شهور ـ وربما سنوات ـ منذ أن أعطيت نفسي هدية تستحقها بجدارة. وهكذا قررت أن أمنح نفسي ما كان، في الحقيقة، واحداً من أحلامي: زيارة إلى غاليسيا.‏

لا أحد يستمتع بالأكل يستطيع أن يفكر بـِ غاليسيا دون التفكير أولاً بملذات مطبخها. «الحنين يبدأ بالطعام،» قال تشي غيفارا، مشتاقاً ربما إلى المشاوي الكثيرة في وطنه الأم الأرجنتين، بينما كان برفقة رجال وحيدين في الليل يتحدثون عن الحرب، في سييرا مايسترا. وبالنسبة إلي، أيضاً، بدأ شوقي لـِ: غاليسيا بالطعام حتى قبل أن أذهب إلى هناك.

15 يونيو 2010

اللَّحظة الشِّعرية واللَّحظة الميتافيزيائية - غاستون باشلار

غاستون باشلار

I

الشِّعر هو ميتافيزياء لحظية. يجب أن يعطي، في قصيدة قصيرة، رؤيةً للعالم وسِرَّ نفسٍ وكائن وأشياء – الكل دفعةً واحدة. وإذا كان يتبع، في بساطة، زمن الحياة، فهو أقل من الحياة، ولا يمكن له أن يكون أكثر من الحياة إلا بتثبيت الحياة، إلا بأن يحيا، في مكانه، ديالكتيك الأفراح والمكابدات. إنه، إذًا، مبدأ تزامُن ماهوي، حيث يفوز الكائنُ الأكثرُ تفكُّكًا والأكثر تشتُّتًا بوحدته.