28 أغسطس 2010

لا تنظر فالعالم على وشك أن يتحطم (7 قصائد) هارولد بنتر


 هارولد بنتر Harold Pinter

Don t Look |  لا تنظر (هارولد بنتر  Harold Pinter)

لا تنظر فالعالم على وشك أن يتحطم
لا تنظر..
فالعالم على وشك أن يتخلص من كل نوره وبهائه ليحشرنا في حفر عتمته الخانقة
حيث نقتل أو نُقتل أو نرقص أو نبكى
ثم نصرخ كالفئران ونحن نتفاوض على سعر لبداية جديدة

22 أغسطس 2010

للحلم رائحة المطر| أشجان الهندي

الشاعرة السعودية أشجان الهندي
كنت قد قطَّعت غابات الحصار، وما انتهى حلمي القديم،
ولا صاحت عيناي إلا كي تضم الغيم، تفرشه على شرفاتها،
وتروح تمطره على جدب النيام.
«يا جارة الوادي طربت»
وعادني في الليل سيلٌ من حمام
متظاهرا بالصمت عاد، فهل أطارحه الكلام؟
يا جارة الأحلام تمطر في يدي لغةٌ من الأغلال،
والمطر استباح غلالتي،
والريح، كل الريح تنفث وقتها في معصمٍ خاوٍ
على كف يعفِّره الجليد.
وأنا التي....
لم أدر ما
حتى تحاشد بين غيم العين فيض من نشيد
وأنا التي
لم أدر ما سر انطفاء البرق في زمن يريد.

8 أغسطس 2010

كيف تحيا مع الموت | سلفادور دالي

Dali
أنا، دالي، استهل كتابي باستغاثة موتي.
أراني لا أبتعد عن مغزى التناقض بين الأمرين، كي يفهم الجميع عبقرية الأصالة في رغبتي بالحياة.
فقد عشت مع الموت منذ اللحظة التي نما فيها وعيي بالتقاط أنفاسي، وظل الموت يقتلني دائما بشهوانية باردة، لا يتخطاها أبدا إلا شغفي الصافي في أن اختط حياتي وأعيشها في كل دقيقة، وكل ثانية مهما صغرت، على وعي تام بكوني حيا. هذا التوتر المستمر، العنيد، الهمجي، المفزع هو القصة كلها في مسألتي.
إن لعبتي الأسمى حي أن أتخيل نفسي ميتا، يأكلني الاود. أغلق عيني وبتفاصيل لا تصدق في دقتها التامة والوعرة، أراني أزدرا وأهضم في بطء بواسطة كم لعين من جحافل أود الأرض الضخم المخضر، ينهش لحمي يقيم في محجر عيني بعد أن يقرض العينين ويلقيهما بعيدا، ليبدأ في افتراس مخي بشراهة. أكاد أشعر _على لساني _كيف يسيل اللعاب فيستعذبه وهو يعضني. وتحت ضلوعي تجعل أنفاسي صدري منتفخا، بينما بفكها تحطم أنسجة رئتي الشفافة. يستريح قلبي قليلا، لاثبات وجوده وحسب، لأنه طالما خدمني بصدق، أراه مثل كعكة اسفنجية سمينة يتاخمها الصديد الذي يتفجر فجأة ويندفع داخل عجينة تزحف كأنها يرقات بيضاء مكتنزة. وهنا يصل بطني: عفن نتن ينقبض بقوة مثل فقاعة تملؤها جيفة، خليط روثي يحتشد من حياة استثنائية. وللمرة الأخيرة أطلق زفراتي، مثل بركان عجوز يبكي منتزعا من الحمم مصدوعا في العظام مثخنا بالاود الذي يولم فوق نخاعي. كم أجد ذلك تدريبا رائعا أكرره كلما تذكرت العودة اليه.

3 أغسطس 2010

وجوه (قصيده) - قاسم حداد

الشاعر البحريني قاسم حداد Qasim Haddad
غابة أم بشر 
هذي الوجوه التي تأرجح أحداقها
في زجاج الفضاء
بهجة أم كدر.
( 2 ) 
تقـدم
نعـد لك الأعـراس و الـمراثـي ,
تقدم
تقدم.
( 3 )
كلما وضعت عليك عضوا
لئلا تصيبك الوحشة ,
انتابتني النصال ,
النصال كلها .
ها جسدي يكاد أن يذهب
مشغوفا بك ,
و أنت في الفـقد .

30 يوليو 2010

في وادي العالم | أندره بروتون (الشعر الفرنسي) André Breton

أندريه بروتون André Breton  بهائم منفصلة تجول حول العالم

وتسأل طريقها هواي
الذي يجول هو الاخر حول الارض
لكن في اتجاه معاكس
ينجم عن ذلك التباسات كبرى
الصين تخضع للحظر
شبه الجزيرة البلقانية
يتجاوزها قسم من الموكب
في المشرق ستة عشرة زحافة
منجمة انطلاقا من نار
جوفية رفعت على
قمة سارية
محرّضة للسماء
تحي افتراب اللبدات البيضاء
الاوراق السنانية
التي ترافق تمتمتها
هذه القصيدة
حسب زعم مغن
ظل الاجنحة الاقدام الزعانف
يكفي للشهرة

قرن بالغ البشاعة (القصائد الفرنسية) - راينر ماريا ريلكه

بساتينRainer Maria Rilke راينر ماريا ريلكه
-1-
هذا المساء يدفع قلبي للغناء
ملائكة تتذكر
صوت، كأنه صوتي،
بوفرة من الصمت مجذوب،
يحلق ويقرر
ألا يعود أبدا؛
في حنوه في جراءته
بم هو ذاهب ليتحد؟
-2-
يا قنديل المساء يا مسامري الهاديء
أنتما عن قلبي لم تكشف !
(ربما كنت ستضيع فيه ؟)، لكن منحدره
من ناحية الجنوب مضاء برقة.
أنت أيضا، يا قنديل التلميذ،
من يريد أن يتوقف ذلك الذي يقرأ

قصيدة النثر من بودلير حتى الآن | سوزان برنار

ذات يوم، حدد "بودلير" الفن - في صيغة مدهشة - بأنه سحر إيمائي يحتوي الشيء والموضوع في آن واحد، العالم الخارجي للفنان والفنان نفسه.(1) ويلاحظ دانييل - رويس أنه يمكن تطبيق هذه الصيغة على القصائد النثرية الصغيرة في "سأم باريس"، (2) مثلما على "أزهار الشر": بل ربما نجد - أيضا - في "سأم باريس" تأكيدا أشد على الشعور بالانصهار بالتطابق بين الشيء والموضوع: كل هذه الأشياء - كما يقول "بودلير" - أمام مشهد يجري، تفكر من خلالي أنا، وأنا أفكر من خلالها(3). هذا التشتت (أو هذا التوسع) للـ"أنا" سوف تساعد عليه أجواء المدينة الكبرى: ففي المشهد المديني، وفي قلب الحشد المتنوع في أشكاله، يحس الشاعر بشخصيته تتضاعف،