26 يوليو 2013

أميركا (قصيدة) - ألن غينسبيرغ

أميركا (قصيدة) - ألن غينسبيرغ
أميركا لقد أعطيتك كلّ شيء وها أنا الآن لا شيء،
أميركا دولاران وسبعة وعشرون سنتاً السابع عشر من يناير 1956.
لا أستطيع استعادة عقلي.
أميركا متى تنهين محاربة البشر؟‎
أذهب إلى الجحيم بانفجار ذرّي.
لا أشعر بالراحة فلا تزعجيني.
لن أكتب قصيدتي حتى أ‎ستعيد عقلي.

22 يوليو 2013

الحزام (مقتطف من الرواية) – أحمد أبو دهمان

أحمد أبو دهمان
"أخذت الحياة من أبي وأمي أقصى ما تستطيع، واقتربا من الآخرة، واقتربت أختي التي ترعاهما من الزواج. ولكي يظل أبي رجلا كاملا كما تود أمي فقد اقترحت عليه أن يتزوج، لأنها لم تعد قادرة على الوفاء بأعبائها . لا في البيت ولا في الحقول. ولذا كان لابد لأبي من امرأة. ولكن من ؟ نصحته أمي أن يخطب ابنة أعز صديقاتها، غير أن أبي التزم الصمت. وبينما كنت أواصل دراستي في المدينة، أخبرني أحد الآتين من القرية. بأن أمي قد رحلت من البيت، وأنها سكنت بيتا صغيرا في أطراف القرية. أي كارثة هي هذه، بكيت أمي وأبي، وأختي التي ظلت مع أبي، ممزقة بين بيتين. بكيت للشعر والموسيقى وحياة بأكملها. عندما عدت إلى القرية، وجدت أبي وحده في استقبالي، قبلته على عجل بدون أن ينظر أي منا في وجه الآخر. وأخذ يمشي أمامي في اتجاه البيت، وكل منا يحمل جرحه. فتح الباب لكنه دخل بمفرده. لأني كنت قد أخذت الطريق المؤدي إلى بيت أمي. نظرت إلى خلف، رأيت أبي يمسح دموعه. ويدعوني بيده للعودة إليه. بينما كانت أختي تراقب المشهد وهي تبكي على سطح المنزل. كنت أحمل كيسا مليئا بالقهوة والهال والسكر، لتقضي أمي عيدا يليق بها. وصلت. كانت غمامة كثيفة تغطي عيني. وجفاف لم أعرفه من قبل قد استولى على حنجرتي. ومن خلال دموعي رأيت أمي واقفة كجبل مليء بالورود والأزهار. أنيقة مبتسمة، وشاعرة كما لم أرها من قبل. وبمجرد أن دخلت عاتبتي على هذه الحماقة.

عبـث (قصيدة) - جلال الأحمدي

جلال الأحمدي
أرسم رجلاً وحيداً مثلي, على الحائط,
ثمّ أخاف أن أشعر بالوحدة مثله ..
فأرسم بجانبه فراشة,
ثمّ أخاف أن تطير ..
فأرسم أربعة جدران ,
ثمّ أخاف علينا  من الحزن ..
فأرسم غيمةً في الذاكرة,

16 يوليو 2013

حُرمة (مقتطفات من الرواية) – علي المقري

علي المقري
“التفتت الشيخةُ إليَّ: "ما هذا... خمسة كُتَّاب، بَسْ، خمسة بَسْ مخالفون للشريعة... ألم تقرئي وتدقِّقي، أم أنّك تجهلين أصلاً ما هي الشريعة؟".
"لقد دققت يا سيّدتي الشيخة. لا يوجد غير هؤلاء. أنتِ تعرفين أنّنا في بلد الإيمان والحِكمة كما وصفها صلّى الله عليه وسلّم".
حركة رأسها المتواصلة أنبأتني بغضبها.
"أنتِ جاهلة. قول الرسول صلّى الله عليه وسلّم كان عن اليمنيين القدامى، المؤمنين، مُش هؤلاء الكفرة الذين يعيشون في هذا الزمن. في آخر الزمن. ألم تسمعي عن حديث النبي حول المسلمين في آخر الزمن، وأنَّ القابض على دينه سيكون كالقابض على الجمر؟"

6 يوليو 2013

أن تزدهر الخيول في الموت (رسالة رثاء) - يحيى امقاسم

يحيى امقاسم«في بكائية الصهيل، في قلب عار من صحة الحياة»
إلى عبدالله العصيمي ... ذهب عن شعب صغير.
للوقت الذي لم يكن بيننا وداعاً، وداعاً للكدمات التي لم تُصبنا عنك ونهرع: «ليتها فينا»، وداعاً للحيطة المحببة كلما قيل «جاء أبي»، لانضباط المقام، لقدر الهيبة الناعم، لرجفة يد ما اشتعلت بعد، لصغار يهجسون بآخر عاشق في العالم، للأب الفصل يركن إلى الإحسان، للأم نوّارة تُواسي الصبرَ يقتسمه أخوة، وداعاً لِتَحَفظ مُدَلَلتك على كنه المرض، لحصافة التوخي، لمفترقات النوافذ. وداعاً، للأَسِرَّة آوتك، لقواميس اللغة تضمحل، وداعاً للقمر عذر الليل بعدك.

28 أبريل 2013

ساق البامبو (مقتطفات واقتباسات من الرواية) – سعود السنعوسي

"لو كنت مثل شجرة البامبو.. لا انتماء لها.. نقتطع جزءاً من ساقها.. نغرسه، بلا جذور، في أي أرض.. لا يلبث الساق طويلاً حتى تنبت له جذور جديدة.. تنمو من جديد.. في أرض جديدة.. بلا ماضٍ.. بلا ذاكرة.. لا يلتفت إلى اختلاف الناس حول تسميته.. كاوايان في الفلبين.. خيزران في الكويت.. أو بامبو في أماكن أخر.”

"هل يذهبن فتيات الليل الى الجحيم؟!
لست ادري، ولكنهن، حتماً، يقدن الرجال إليه."

"نحن لا نكافئ الآخرين بغفراننا ذنوبهم، نحن نكافئ أنفسنا، ونتطهر من الداخل.”

"الحزن مادة عديمة اللون ، غير مرئية ، يفرزها شخص ما، تنتقل منه إلى كل ما حوله ، يٌرى تأثيرها في كل شيء حوله ولا تٌرى"

23 أبريل 2013

طبل الصفيح (مقتطفات من الرواية) - غونتر غراس

طبل الصفيح (مقتطفات من الرواية) - غونتر غراس
الثوب الواسع
اعترف : بأنني نزيل إحدى مصحات العناية والعلاج، حيث يراقبني ممرضي، وبالكاد يصرف النظر عني، إذ أن ثمة عينا سحرية في الباب، بيد أن عيني ممرضي ذات لون بني غير قادر على رؤيتي، أنا الأزرق العينين. لذلك لا يمكن أن يكون ممرضي عدوا لي. لقد كسبت وده، وكنت أقص على الرقيب المتطلع خلف الباب، حالما يطأ غرفتي، وقائع من حياتي،، لكي يستطيع التعرف علي، على الرغم من العين السحرية التي كانت تعوقه، بدا أن هذا الرجل الطيب كان يحترم ما رويته عليه ويقدره، فكان يخرج لي، عندما أكذب عليه بعض الشيء، تطريزاته الجديدة، لكي يظهر نفسه عارفا. وقد استقبلت الصحافة معرض ابتكاراته استقبالا حسنا، وأغرت كذلك بعض المشترين كان يعقد بابتذال خيوط القنب التي يجمعها من غرف المرضى بعد انتهاء الزيارات ويفككها على هيئة أشباح متعددة الطبقات مرتبطة ببعضها، ثم ينقعها بالجبس ويتركها تجف، ليشكلها في دبابيس مثبتة بقواعد خشبية. وكثيرا ما كانت تراوده فكرة أن يبدع أعماله بالألوان، وكنت أنصحه بالعدول عن تلك الأفكار، مشيرا الى سريري المعدني المطلي بالدهان الأبيض، وأرجوه أن يتخيل هذا السرير المتكامل ملونا. فكان يصفع رأسه بيديه الحانيتين التضميديتين من شدة الهلع، ويحاول في الوقت ذاته أن يعبر من خلال وجهه المنكمش والمتصلب عن مخاوفه كلها، فيكف عن خططه اللونية.